دير الزور هنا … ديرالزور
وصف المدينة على لسان ضابط البحرية البريطاني الكولونيل ” تشيسني ” :
بعد ابحار 4 ساعات صرنا على مرمى البصر من الدير..
النهر في هذا الجزء من مجراه واسع وعميق ، لكنه متعرج للغاية..
الدير : على الرغم من أنها تتكون من مساكن مبنية من الطين إلا أنها مكان صغير جداً وتحتوي على حوالي ألف من هذه المنازل..
كلها مربعة الشكل ومسطحة وتوضع على تلة مخروطية ترتفع من الضفة اليمنى للفرات ، حيث يتم عزلها عن طريق قناة مائية منبثقة من النهر على طول الجانب الجنوبي من المدينة..
كنا خائفين من أن هذه القناة لا تحتوي عمقاً كافياً من المياه لباخرتنا الكبرى ( الفرات ) ، لذلك أرسلنا الباخرة ( دجلة ) لتسبقها من أجل معرفة عمق القناة ، لكننا وجدنا أن كل شيء كان على ما يرام..
تبعتها ( باخرة الفرات ) إلى مدينة الدير ، حيث تم إطلاق التحية و رفعت رايات تركيا و بريطانيا العظمى..
لقد وجدنا أن الدير مكان ملائم للإعجاب ولإنشاء محطة دائمة ، واتخذنا الترتيبات في آن واحد ، ذلك لإنشاء مستودعات الفحم والأخشاب والمتاجر في هذا المكان..
و أرسلت أيضاً رسولاً من هنا مع خريطة النهر حتى الدير ، لإرضاء رئيس مجلس الرقابة ، واستأنفت الرحيل في 18 ” أيار ” مايو .
من كتاب [[ رحلة دجلة و الفرات ]] للكولونيل تشيسني..
توضيح :
* القناة المائية من الجهة الجنوبية ل الدير ، هي بموقع سوق الصياغ حالياً والذي كان فرعاً ثالثاً للنهر، وكان الشارع حتى وقت قريب يسمى على لسان الكبار في حي دير العتيق باسم شارع النهر..
** الرحلة هي جزء من الحملة الاستكشافية الملكية البريطانية لمنطقة دجلة والفرات في أعوام 1835 و 1836 و 1837 م..
*** الصورة المرفقة هي رسم مدينة دير الزور ” حي دير العتيق ” في ذلك الوقت ، وهي رسم على الصخر ل الفنان البريطاني ايسكورت الذي كان ضمن هذه الحملة ، يظهر فيها صورة الباخرتين دجلة والفرات ، و على ما يبدو فالرسام يجلس في حي الحويقة (( الجزيرة المقابلة للمدينة )) ، و تعتبر أقدم رسم مكتشف لمدينة دير الزور حتى الآن…
