الدكتور الراحل محمود شعيبي.. طبيب مدينة

المرحوم الدكتور : محمود شعيبي العبدالله المولود عام 1931 

درس الطب في احدى اعرق الجامعات السويسرية “جامعة جنيف” و قبل ان يتخرج ، حين اشتدت نيران الثورة الجزائرية تسلل الى الجزائر عبر تونس ليكون من ضمن صفوف الأطباء المتطوعين حيث أمضى تسعة أشهر في علاج الثوار الجزائريين و المدنيين و من ثم عاد إلى سويسرا ليتخرج منها بعد ذلك كـَ طبيب عام 1960 ليكون أول طبيب في مدينة الميادين و ساهم في انشاء المشفى الوطني ” أول مشفى في المنطقة” و كان مديرها وكان لا يتردد في مساعدة الفقراء و علاجهم مجاناً في تلك الفترات العصيبة في عيادته

و عاد الى الجزائر بزيارة بعد عشرات السنين بدعوة من رابطة المحاربين القدامى استقبلوه استقبال الفاتحين ومما قالوا له : ( أنت مواطن جزائري في سورية وأحد الثور الأحرار ) وتأكيد اً على جزائريته فقد استقبلوا أحد أبنائه في كلية الصيدلة على نفقة الحكومة الجزائرية .‏

كمان ان الدكتور محمود الشعيبي :

-حائز على دبلوم بأمراض الصدر من جامعة باريس بفرنسا .‏

– نقيب أطباء دير الزور لفترة من الزمن .‏

– رئيس مصحّ السل و رئيس فريق مكافحة البلهارسيا بالميادين.‏

– عضو الجمعية السورية لأمراض السل .‏

– شارك في أغلب مؤتمرات الأمراض الصدرية وأمراض السل على مستوى القطر .‏

– ألقى العديد من المحاضرات والندوات الطّبية التي تتحدث عن الأمراض السارية .‏

كما كان لديه اهتمامات بالأدب والآثار والتاريخ وخاصة الاسلامي

و كذلك اهتمام كبير يصل درجة الهوس بالخيول العربية و كان لديه مزرعة خيول بالقرب من شركة الكهرباء في أطراف مدينة الميادين

عائلته

– ليلى الحافظ (زوجته ): نالت الثانوية العامة مع ابنتهما الكبيرة ثم وبتشجيعه وتعاونه حصلت على إجازة في الأدب العربي .‏

– بشرى : خريجة دبلوم أدب إنكليزي‏

– بشار :طبيب جراحة عامة .‏

زياد : خريج كلية الصيدلة و تابع في دراسة التحليل المخبري‏ و تخرج أيضاً و له مخبر في مدينة الميادين.

– نجوى : معهد تجاري .‏

إياد : طبيب داخلية و تابع في اختصاص أمراض القلب في معهد الباسل بدمشق .

و في النهاية نود التنويه ان إنجازات هذا الرجل يصعب سردها فهو من فَضّل مدينته الفقيرة و الوقوف الى جانب ابنائها على مناصبٍ عديدة عُرضت عليه عبر شبكة علاقاته الواسعة مع مسؤولين سوريين و غيرهم ‏من دولٍ أُخرى و كان قراره الأخير و الاول هو الوقوف بجانب من هم في أمسِّ الحاجة ابتداء من ثورة الجزائر و صولاً الى عيادته المتواضعة في مدينة الميادين.

كتبت عنه نجوى الشعيبي على صفحتها في موقع فيسبوك:

أسرعنا الى المشفى لرؤيته للمرة الأخيرة

كانت هناك سيارة وفي داخلها يرقد ملاكا نائما يلفه البياض

تجمد الدم في عروقي -لم أستطع أن أتكلم او أخطو خطوة واحدة

صعدت والدتي لتودع من تتشارك معه بذكريات الطفوله

ارتجف قلبي وانهمرت الدموع بحرقة

هل خالي ينام في هذا الصندوق ، هل هذا الكفن يلف الملاك خالي

نعم انه ملاك وعاش سنين على الأرض

الطبيب الجراح عبد المجيد الحافظ

داوى جراح الناس وأنقذ أرواح

كان كنسمة الربيع ، هادئ في كلامه ، رصين في حركاته

لم يزعج الارض التي يمشي عليها ، عيناه تنبع حنان ، يداه دافئتان وقلبه يتسع للعالم اجمع

عندما يتكلم صوته كأنغام موسيقى هادئة

لا استطيع ان اوصفه غير انه ملاك من السماء

أسأل الله أن يسكنه جنان الخلد مع الانبياء والصالحين

الله يرحمك يا خالي ابو مازن

 

وفي منشور آخر قالت: 

كنا نعيش في زمن الطيبين في زمن يغمره الحب والهدوء

في زمن تطغى فيه الطيبة على اللؤم

في زمن كبارنا الطيبين

وهذه قصة روتها لي صديقتي وسأرويها كما قالتها باللهجة العامية

تقول صديقتي : مرضت عندنا حبابه وتعبت بحيل وكان الدكتور محمود شعيبي مسافر قمنا أخذناها على دكتور ثاني بعد ما شحطناها شحط وجبنالها الوصفة وما فعلت تاخذها الا يجي محمود وتروح عليه وطبعا حبابه وكل العجايز بالبلد ينادون الدكتور محمود باسمو بدون ما يقولون دكتور يعني رافعين الكلفة لأنهم يعتبرونو مثل ابنهم وبعد جم يوم أجى والدك واخذنا حبابتنا عليه وفوتناها عالعيادة شايلينها وعاينها والله المعاينة ما طولت خمس دقايق وكتبلها وصفه

ولما طلعنا من العيادة ونها حبابه تركض قدامنا واحنا خايفين لا ترتمي ونقلها شوي شوي يا حبابه وهيا تندار علينا وتقلنا شفتم ما أقلكم ما أروح الا على محمود

يما محمود عيادتو مباركه كل من يفوت عليها مرضان يطلع ما بي شي

وفعلا حبابه طابت ومعد تشكي من شي

هاي القصة حكتلي ياها صديقتي من سنين ولم انساها ابدا

هذا زمن الطيبين زمن الحبابات والأجداد الي عايشين احنا ببركتهم

ربي لا يحرمنا منهم ويحفظهم

يا هل ترى لسى يوجد طيبين بالبلد اكيد نعم لأن ميادينا كلها طيبين

ربي يحفظ الميادين وأهلها

كتب عنه الفنان التشكيلي والصحفي الناقد عبود سلمان

ايقونة الطب الإنساني في الميادين والمناضل العظيم

وآخ لو رجعت هذا اليوم الى بلدتك الميادين

وستجد أن الكثيرين من أطباء الميادين تلاميذك الابرار

وهم في الروح والنضال

أبطال أفذاذ ومناضلين

كما كنت وستبقى شارة المدن العظيمة

يحكى أنه عندما سعى في تأسيس مشفى الوطني في مدينة الميادين كان يقوم برش بناء المشفى بالماء بيده

رحمة الله عليك ياسيد الرجال الإنسانيين الأفذاذ

في بلادي

وسيظل تاريخ الميادين

يتذكر روحك الشهيدة

في عنفوان عطاءاتك للناس ولكل الشعب الجزائري

والكثير من المواقف تشهد على بياض وطهر الصفحات التي رسمتها لنا ياطبيب الفقراء

ويا نصير الشعب

رحمة الله عليك ؟

 

شاهد أيضاً

عبد القادر عياش .. تاريخ مدينة

عبد القادر عيّاش باحث ومؤرخ وأديب وصحفي ومحامي وقاضي سوري، نشر أكثر من 117 بحثاً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *