تكية الراوي.. تاريخ بين الرماد والدمار

 

 

التكيّة، هي الكلمة التركية المسايرة للخانقاه وللزاوية، وكلمة تكية نفسها غامضة الأصل و فيها اجتهادات، فبعضهم يرجعها إلى الفعل العربي “اتكأ” بمعنى استند أو اعتمد، خاصة أن معاني كلمة “تكية” بالتركية تعني الاتكاء أو الاستناد إلى شيء للراحة والاسترخاء حيث يلجأ إليها عابرو السبيل والمسافرون من القرى المجاورة، وكذلك أبناء السبيل يحطون أمتعتهم ويأكلون ويشربون وينامون، ويعتقد المستشرق الفرنسي “كلمان هوار” أن الكلمة أتت من كلمة “تكية” الفارسية بمعنى جِلد، ويعيد إلى الأذهان، أن شيوخ الزوايا الصوفية كانوا يجعلون جلد الخروف أو غيره من الحيوانات شعارا لهم.

موقعها

تقع تكية الراوي في الشارع العام في مدينة دير الزور في منطقة الشيخ ياسين.

 

تاريخها

بدء العمل في بناء تكية “الراوي” عام 1882، وتم الانتهاء من بنائها عام 1886، بإشراف وجهود الشيخ “أحمد الراوي”، حيث اشترى أرضها من ماله الخاص وجعلها وقفاً في سبيل الله ولذريته من بعده، وقد كان الشيخ “أحمد” من رجال الله الصالحين تقياً كثير العبادة يحترمه أهالي مدينة دير الزور جميعاً.

وتم ترميم التكية عدة مرات كما تم بناء الطابق الثاني وإنشاء حمامات مستقلة خارج المسجد، وتجديد وترميم حرم المسجد بعد التوسعة وإنشاء قبة جديدة للمسجد، كما تم ترميم وتحسين المئذنة القديمة، ولا يزال العمل قائماً بجهود الأخيار من أبناء المدينة.

دمر تنظيم داعش مساء الأحد “6-1-2015” بتفجير جامع التكية الواقعة في حي الشيخ ياسين، بالآليات العسكرية، واتبعوا ذلك بتفجير المكان، بحجة أنها تحوي على عدد من القبور ومن بينهم قبر الشيخ “أحمد الراوي” مؤسس تلك التكية.

 

 

 

وكانت تكية الراوي قد تعرضت عامي 2014 و 2013  لقصف مدفعي وصاروخي وجوي عنيف أدى إلى تدمير الطابق العلوي وقبتها بشكل كامل.

 

شاهد أيضاً

“قهاوي” الدير.. لكل قهوة روّادها واختصاصها

تنتشر في “دير الزور” عدد من المقاهي الشعبية أخذت أسماء كثيرة مثل “الجرداق” و”غبيني” و”الحمام” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *