فاضل سفان.. وطن من شِعْر

 

الشاعر فاضل سفان ..

تغريبته لم تثنه عن كتابة الشعر بل أعطت لشعره دفقة من الحنين والشوق لفراته العذب الذي طالما تغنّى به عندما كان قريباً منه فما بالك حين يرغم على البعد عنه.

 

لم يقف الشاعر فاضل سفان موقف المتفرج على مايجري بأهله في سوريا عموماً ولاسيما مدينته دير الزور..  بل انبرى بقلمه الذي غنّى بقصائد كانت أنغامها حنين.. وأداها قلم محترف يعرف أثر الكلمة في المهجر الشبيه بالمنفى.

لمحة عن حياته:

من مواليد محافظة دير الزور في الجمهورية العربية السورية، ويحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق عام 1964 م، واكتسب عضوية اتحاد كتاب العرب منذ سنة 1990 م.

كان مدرساً لمادة اللغة العربية في ثانويات محافظته ديرالزور .. كما قام بإدارة عدد من الثانويات والمعاهد التربوية.. منها (ثانوية الاتحاد العربي , ثانوية الفرات، عبد المنعم رياض , معهد دار المعلمات , معهد إعداد المدرسين).

كان ممثلاً للجنة تمكين اللغة العربية في المحافظة منذ عام 2007 م، ومثّل سوريا في مهرجان المربد للشعر في بغداد/ العراق عام 2000، كما شارك الشاعر فاضل سفان في الوفد السوري المشارك في إخراج معجم تاج العروس في الكويت عام 2002 م.

حصل على عدة جوائز محلية وعربية في مجال الشعر عامة , وشعر الأطفال نذكر منها :

 

  • جائزته الأولى في عمر السادسة عشرة (16 عاماً) في مجلة ” الدنيا ” ونال المرتبة الأولى وحصل على 12 من كتاب الشهر الذي تصدره المجلة.

 

  • عام 1995 حصل على المرتبة الأولى في مسابقة الشعر على مستوى الوطن العربي في محافظة الرقة وشارك فيها 470 شاعراً عربياً

 

  • عام 2005 حاز على المرتبة الأولى في مسابقة فارس عودة لأناشيد الأطفال التي  أقامها اتحاد كتاب العرب في دمشق

 

  • عام 2013 حاز على المرتبة الثانية في مسابقة جريدة الأسبوع الأدبي في مجال شعر الأطفال التي أقامها اتحاد كتاب العرب في دمشق .

 

كتبت عنه عدد من الدارسين ومنهم :

 

/ سعد صائب , د. غسان السيد , د. وليد مشوح , د. أحمد الحسين… /

أصدر اثنتي عشرة مجموعة شعرية :

 

قراءة في عيني حبيبتي 

شاطئ الغمام

من أناشيد الفرات

أناشيد موبوءة

عزف منفرد

عبق الياسمين

الدخول إلى العصر في عيون النساء

هوامش على دفتر الذاكرة

اعترافات في الزمن الضائع

إضمامة غزل

ما تقول الريح

أنغام البراعم

 

وله عدد من الدراسات والمجموعات الشعرية معدة للطباعة التي كتبها في الغربة حيث يقيم في تركيا بعد أن هُجّر من منزله في دير الزور :

 

وجع الحروف

لا غيد ولاغزل

ماتبقى

 

وهي مجموعات بثّ فيها الشاعر فاضل سفان شوقه وحنينه لمدينته دير الزور وحزنه على ما حل فيها، وينشر حالياً في مجلة إشراق التي يقوم عليها الأديب صبحي الدسوقي.

يعيش فاضل سفان اليوم مع قلمه وأولاده الأربعة في تركيا بمدينة غازي عينتاب، ويرافقه في رحلته شعره الحاضر وما حمله من ذكريات لم ينسها ولم تتركه، بل ظهرت على شكل قصائد سيخلدها أدب المهجر السوري.

 

وإليكم مقتطفات عن 

 

دير الزور

-رمز العطاء-

و«ديرُ الزُّورِ» مِثلُ الماءِ عندي

وما جدوى حَياةٍ دونَ ماءِ؟

رَقَمْتُ بها كِتابَ الحبِّ نَهْجاً

وأحمِلُهُ إلى يومِ القضاءِ

ولي في كُلِّ زاويةٍ ونادٍ

مَقامٌ للْمودَّةِ والوَفاءِ

وأمواجُ «الفُراتِ» لها نَشيدٌ

يُرتَّلُ في الصَّباحِ وفي المساءِ

لنا غَربٌ على الشَّطَّيْنِ ثَاوٍ *

عَشِقْنا ظلَّهُ عَذْبَ الغِطَاءِ

لنا «الجِسرُ المعلّق» حينَ يرمِي

بقامتِهِ على مَدِّ الفَضَاءِ

وحَشْدُ مقاصِفٍ للنَّهرِ تُغْني

تَواصُلَنا لِنَنْعُمَ بِالصَّفاءِ

تَطوفُ بِنا الحَياةُ على مَداها

ويرسُمُ دَرْبَنا ربُّ السَّماءِ

فمِنْ حَرٍّ نذوقُ لَظاهُ صَيْفاً

إلى صِرٍّ يَحِلُّ معَ الشِّتاءِ

كَذا سِرْنا ومازالتْ خُطانا

تَحِنُّ هَوىً إلى يومِ اللِّقاءِ

لَمْ أَهْجُرِ الدَّيْرَ

لمْ أهجُرِ «الدَّيْرَ» ما فارقتُ تُرْبَتَها

لكنْ تَعوَّذْتُ مِنْ شَرِّ «الأَباليسِ1»

فالدَّيْرُ تَهجعُ في قَلْبِي وأحمِلُها

مِلْءَ الجُفونِ بِلا طَبْلٍ و«تَهويْسِ»

.

أًصبُو لِحاراتها في كُلِّ مُنْعَطَفٍ

وفي شَواطِئِها الرَّيَّا فراديسي2

ولِلْبساتينِ حولَ النَّهرِ زاهيةً

وللمقاهي إِذا عَجَّتْ «بتنْفيسِ»

وللجُسورِ إذا ضاقتْ مَسالِكُها

عندَ المَدَاخِلِ في حشْدِ «السَّرابِيسِ3»

وللْمَدارسِ في سِفْري مَرابِعُها

في حالِ تَلْمَذَةٍ أو حالِ تَدْريسِ

وللقُرى السَّامِقاتِ العِزِّ مِنْ قِدَمٍ

ما شَرَّعتْ دُورَها مَأْوىً لِجَاسُوسِ

وليسَ تَقبَلُ نَفْسي أنْ أُفارِقَها

فهذِهِ لَمْ تكُنْ حَرْفَاً بِقامُوسي

وما تخيَّلْتُ يَوماً أنْ تُدافِعَني

قَسْراً إلى بَلَدٍ في الغَيْبِ مَحْبُوسِ

فَإِنْ رَحلْتُ -على رَغْمٍ- بِلا هَدَفٍ

في هِجْرةِ «المُصْطَفى» ألْقَى مَقَايِيْسي

قدْ فَارقَ الكَعْبَةَ الزَّهراءَ دَامِعَةً

كيما يَعودَ بِلا خَوْفٍ وتَدْليسِ4

حكايةُ شِعْري

لَمْ أكتُبِ الشِّعْرَ هَجَّاءً ومَدَّاحَا

لكِنْ تَوَسَّمْتُ بَعْدَ الحُزْنِ أَفْراحا

وكانَ خالِقُنَا في كُلِّ قَارِعَةٍ

يُزجِي «مَعَ العُسْرِ يُسراً»* ظَلَّ صَدَّاحَاً

فاستبشِروا -أُخْوةَ الإِيمانِ- في فَرَجٍ

يُعانِقُ الأَرْضَ بَعْدَ الغَمِّ إِفْصَاحَا

فالعَيْشُ يَكْدَرُ إنْ سَادَ اللَّئيمُ بِهِ

ولنْ تَرى في دِيارِ السُّوءِ إشْراحا*

لا تَحْسَبَنَّ دُعاةَ البَاطِلِ انْتَصَرَتْ

عمَّا قَريبٍ تَرى الطُّغْيانَ قَدْ طَاحَا

وَصاحِبَ «الطَّلْعَةِ الهَيْفاءِ» مُنْطَرحاً

بينَ المزَابِلِ شِلْواً ضَمَّ أَشْبَاحَاً

لا باركَ اللهُ في قَومٍ تَزَعَّمَهُمْ

«نَغْلٌ» يُجَعْجِعُ أمْضَى العُمْرَ نَبَّاحَا

غَدَاً تَقُولُ هُنا طافَتْ عَقَارِبُهُ

ومِنْ هُناكَ هَوى مَنْ كانَ سَفَّاحَا

شاهد أيضاً

لقاء متفوقة.. الطالبة كاذي أيهم الرداوي

الاسم والشهرة كاذي أيهم الرداوي   المواليد 2007   المدرسة ثانوية المتفوقين   لمن تهدين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *