الدَنَچ .. اسم له معنى لدى الديريين

الدَنَچ ..

 

في سلسلتنا التي أخذنا على عاتقنا نشر مانعرفه عنها وجدنا إحدى الآلات المشهورة والنادرة أو المعدومة في يومنا هذا ألا وهي آلة ( الدَنَچ ) التي كانت تعمل على طحن بعض أنواع الحبوب ماقبل فترة الثمانينات حيت كان الجميع يعملون على أخذ بعض محاصيلهم لطحنا أو فصلها عن القشور.

 

يعود الدنچ للعصور البدائية كما يقول علم الآثار ..

و ليس له علاقة بحقبة زمنية قريبة ابدا ..

– ف نحت الصخور و تشكيلها . هو علم بحد ذاته و خاص بالاوليين .

– تم ابتكار الدَنَچ لفصل قشور الحنطة عن الحبوب .

– و ايضا يستعمل لطحن بعض انواع الحبوب و البقوليات الثانية ..

كالعدس و الشعير و الذرة .

– الدنچ ألة مصنوعة من الصخر البازلتي البركاني .. و صناعة صخور الدنج يدوية بإمتياز .. وصخوره منبتها في أراضي الفرات .

على عكس حجر المطاحن المستورد من الخارج .

– يتألف الدنج من صخرتين دائريتان ضخمة جدا ..

إحداها واقفة بالطول .

و الثانية مستعرضة .. و المستعرضة لها حوض بوسطها على قطرها ..

يمشي بهذا الحوض الصخرة الدائرية الواقفة بالطول ..

– الصخرة الواقفة بالطول تشبه عجلة السيارة .. و مفرغة من وسط محورها تماما ، لدخول عمود خشبي بها .. أو حديدي .

– و هذا العمود يكون بطول ثلاث امتار تقريبا ..

يثبت رأسه الاول بالمحور الأفقي لهذه الصخرة الواقفة ..

و رأسه الآخر ينربط على جسم البغل ، الذي يبعد قريب المترين عن محيط الصخرة المستعرضة .

– هذا هو الدنج .. صخرتين متعاكسات .. و بغل ..

– يتم طش الحب المراد جرشه .. او الحنطة المراد قشرها . في حوض الصخرة المستعرضة .

و يبدأ صاحب الدنج بتطميش عيون البغل الذي يدور .. لكي لا يدوخ .. و لكي يشعر أنه يمشي للأمام .

– البعض يسأل لماذا البغل هو الحيوان المستخدم للدنچ .. ؟

السبب يعود لقوة تحمله للاعمال الشاقة . غير الحمار و غير الحصان .

 

– يبدأ البغل بالدوران لجهة واحدة و صاحبه خلفه ..

يضربه بالعصا كل حين و حين عند توقفه عن الدوران .. و يمشي بشكل بطيء

فتتحرك الصخرة الواقفة و تدور بحوض الصخرة المستعرضة .

– و بضع دورات من هذه الصخرة . كفيلة بجرش الحب . أو فصل القشور .

 

– كان يوجد بالدير حوالي خمس دنوچ ..

1 اشهرها و اكبرها كان لبيت الدوغاني في حي الجبيلة .. قبل مسجد الاخلاص

2 لجماعة الرديسات .. بحارة الرديسات القريبة من سينما فؤاد .

3 دنج صبري الحطيط بالحويقة الشرقية مدخل الشوّيكة .

4 بمنطقة العمال

5 بهرابش

6 بالجورة

.- مع تواجد عدة دنوچ في الريف الفراتي في سائر القرى .. بسبب حاجة الأهالي له .. و لأن محاصيلهم تحتاج هذه الالة القديمة

 

==========

 

وطتب عنه الشاعر خالد الفرج وقال

“الدنچ”
حجر بركاني يعرّي حبة القمح
الدنچ: التسمية تركية وتعني الفاصل التي تفصل القشر عن الحبة

استخدم أهالي “دير الزور” “الدنچ” لتقشير حبة القمح لصنع البرغل والفشيق والحبية، هذه الآلة التي تتكون من حجر بركاني على شكل دائري يتم تحريكها من خلال ربطها بدابة معصوبة العينين ولتقشير حبة القمح أغانٍ شعبية مميزة كان الأهالي يرددونها لتمضية الوقت.

“الدنج” هو عبارة عن حجر بركاني موجود بمنطقة “دير الزور” في الجهة الشمالية والغربية، وله صناع مختصون، وشكل “الدنچ” دائري منحوت كحجر الرحى مثقوب من وسطه يقارب قطره المتر ونصف المتر وسماكته أربعون سنتيمتراً، يدور على مصطبة مدورة قطرها أربعة أمتار ينتصب وسطها عمود من الخشب القاسي من شجر التوت قطره 25سم، في وسطه وتد معدني قطره 7سم، صقل أعلى المصطبة بعد رصفها بالصخر القاسي ليدور عليها حجر “الدنچ” الضخم، يدخل في وسطه عمود يجعل الحجر يقف عمودياً على حافته العريضة ليدور حول المحور الذي وسطه المصطبة، وتربط الدابة في الطرف الثاني للعمود الذي يسمونه “قوساً” ليدير الحجر بعد أن يفرش سطح المصطبة بالقمح الطري والقاسي المرطب بالماء
شكل “الدنچ”

ومواصفاته

يستخدم “الدنچ” لتقشير حبة القمح دون أن تنكسر، ولكل من أنواع القمح طريقة في “التدنيچ”؛ ففي صناعة البرغل يتم “تدنيچ” حبة القمح القاسية بعد سلقها في قدور كبيرة حتى تكبر الحبة وتطرى ومن ثم يفرش على بسط فوق سطح المنزل في الخريف مدة يومين وبعدها ينظف ويرسل إلى “الدنچ” لتقشيره، أما لصناعة “الفشيق” فلا يحتاج القمح إلى السلق وإنما يتم اختيار القمح الأبيض ذي الحبة الكبيرة ويدنچ لإخراج القشر منه ومن ثم ييبس ويجرش ويغربل لاستخراج الحبة الصغيرة التي تستخدم في صنع الكبة، والحبة الكبيرة لصنع “الفشيق” الذي يستخدم في شوربة الكما، وهناك أيضاً “الحبية” التي تصنع من القمح الأبيض الطري بعد تدنيچها ومن ثم يتم تنظيفها لتطبخ بالسمن مع اللحم

لـ”الدنچ” أنغام وأغانٍ شعبية يرددها الأهالي، هذا ما أشار إليه السيد “جمال عبد الكريم” من

سلق القمح قبل وضعه بالدنچ
يردد الأهالي أثناء تدنيج القمح الكثير من الأنغام والأغاني الشعبية، وذلك للتسلية وتمضية الوقت بينما ينتهون من تدنيج القمح، وهي نغمات تترافق مع صوت حجر “الدنج” الذي يدور ويصدر أصواتاً متنوعة وفقاً لنوع القمح، ومن هذه الأغاني الشعبية التي مازلت أذكرها وكانت حبابتي (جدتي) ترددها:
***
حنطة عذية من العذايا
ولا عيروا بيچي الولايا

حنطة عذية ما بها زوان
ولا عيروني بيچ نسوان

حنطة عذية من الجزيرة
ولا تعيروا بيچ العشيرة
***

كان “الدنچ” ينوجد في المناطق القريبة من النهر، ويذكر ثلاثة منها عند نزلة “الرديسات”: وكان أيضاً بجانب النصارى الذين اشتهروا بفتل الشعيرية، كما كان هناك حارة بـ”الجبيلة” اسمها حارة “الدنچ” وهي آخر الرديسات، وحسب مشاهداتي كان هناك “دنچ” بـ”الحميدية” قبل بيت المختار “عباس العكلة”، وعند الدوار القريب من محل “مرعي الحويجة” لبيت چاچان كان هناك “دنچ” بالشارع المتجه من السجن باتجاه نادي الضباط، ” دنچ بيت الدواغاني” أهل شعول ولكن لم يعد موجوداً في المدينة واقتصر وجوده فقط في بعض قرى المحافظة ويعود ذلك إلى استخدام الآلة في تقشير حبة القمح وتوافر المواد التي كانوا يقومون بتدنيجها في الأسواق من برغل وفشيق وحبية وبكميات تتواجد على مدار العام هي أحدى أهم أداة في الموروث الشعبي في “دير الزور”

شاهد أيضاً

لعبة البراعة… الكرات الملونة (الكلل)

بقلم : هاني آصف الشويخ كرات زجاجية صغيرة ترى أطفال “الدير” يتجمهرون حولها مقرفصين، وأيديهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *