الختان (الطهور)

الختان (الطهور)

يامطهر الويلاد ياياسا / طهر طهورن يعجب الناسا‏
طهر “فلان” لا توجعوا / نقوطه من عمه ملا الطاسا‏

من العادات والأعراف والتقاليد الختان ( الطهور) لدى الشعوب ،وخاصة العربية والإسلامية، ولوادي الفرات وعروسه ديرالزور عادات وتقاليد منها ( الطهور) وهو مناسبة مفرحة. .
فتقام الأفراح والزينة لمدة أسبوع. .
بعد إعداد فناء الدار ( الحوش) من كنس ورش وزينة ومد السوح والبسط والمطارق ومخدات الرچي على شكل ربعة، وتجهيز طعام للمدعوين يحظر المطهر أبو توفيق ( محيى العباسي ، وقد أدرك ابنه توفيق جزءا منها) بحنتور سليل حاملا حقيبته الجلدية وبها عدة الطهور ويستقبل بحفاوة من قبل صاحب الدار ، وبعض المعازيم، ويجلسوه في صدر الربعة محاطا بآباء أو وكلاء الأطفال أو الأولاد الذين سيتم ختانهم.
يشرب المطهر قهوته المرة مع المعازيم ، ثم يبدأ بتطهير الأولاد ، وسط الهلاهل والزغاريد، وبعد الإنتهاء تتعالى أصوات التهريج والزغاريد والهلاهل ، والطشوش(كرميلا وحامض حلو وملبس ، وقبلها زبيب وتين مجفف ومكسرات )، ثم يدعى الحضور لتناول وليمة الفرح ، وغالباً ثرود اللحم مع المرقة والرز والخبز ، وتحضر بعدها فاكهة الدير من مشمس وجارنك أو دبشي ، كما يعاد ديارة القهوة والشاي.
قبل مغادرة المطهر يتم اكرامه ماديا مع بعض الهدايا.
يستمر الفرح بهذه المناسبة لمدة أسبوع يلبس خلالها الأطفال الگلاليب ، وبعض الميسورين يلبسون أولادهم طواقي مقصبة أعدت لهذه المناسبة .

النقوط :
خلال اسبوع الفرح تقدم الهدايا الخاصة بالمناسبة ( وهي في الغالب عبارة عن نقود مالية ..كنوع من المساعدة والتعاضد للتخفيف من أعباء المناسبة ) .
كما يتم طشوش الكرميلة وغيرها وأحيانا العملة المعدنية . ويرافقها زغاريد النسوة.

أما موعد الطهور وهو الغالب في فصلي الربيع والصيف.

في منتصف الستينيات ظهرت التاكسي بدل الحناتير ، وبعد توسع المدينة وامتداداتها لتصبح وسيلة لإحضار المطهر ، وفي السبعينيات من القرن المنصرم ، أصبح المطهر يتحرك على دراجة هوائية أو نارية…
وتقاليد واعراف عادة الطهور تراجعت مراسيمها قليلا ، وغالباً يتم ختان الطفل في الأشهر الأولى من ولادته ..والحضور يكون مختصرا ،أو في الأيام الأولى من الولادة في المشفى أو البيت دون مراسيم احتفالية، ربما لتغير ظروف البناء وتراجع في العلاقات الاجتماعية، والأخذ ببعض متغيرات العصر ( و ربما أيضا بسبب تغير ظروف العمل كون الرجل موظفا ومرتبه لايسمح بالبذخ هكذا البعض يقول ).

المطهر توفيق العباسي:
هو من مواليد ديرالزور الزور عام 1918 م ..وتوفي عام 1985 م عن عمر يقارب السبعين عاما رحمه الله
وقد ورث هذه المهنة عن والده محيى الدين العباسي المطهر الأول المختص بختان الأولاد في دير الزور وضواحيها ، منذ نهاية الحقبة العثمانية عام 1918 م..لتنقل المهنة إلى الأبناء وأبناء الأبناء ..وقد مارس المهنة أولاد توفيق محيى الدين العباسي (زكريا ، عدنان ،أكرم ).

ووفقاً للدراسات التاريخية يعود الختان إلى عهد إبراهيم عليه السلام، والختان ضرورة دينية، كما أنه يحمي الأطفال من الأمراض.
وكان يحتفل في الدولة العثمانية بختان الأمراء بمراسم والمناسبات كبيرة. وكان يجري ختان عدد كبير من الأطفال العامة في حفلة واحدة. ويقول الكاتب حافظ محمد أفندي في كتابه الشهيرة “حفل ختان الأمراء”؛ فقد استمر حفل الختان السلطان أحمد الثالث خلال 23 يوما. كما أقيم حفل الختان ل 3902 طفلا يوميا ومن بينهم أطفال رجال الدولة العثمانية وأطفال الفقراء، وتكلف السلطان بجميع المصاريف في الحفلة. وكانت أشهر حفلة الختان في العهد العثماني حفل شاه زادة محمد ابن السلطان مراد الثالث الذي استمر لشهرين في عام 1582. وأقيمت في الحفلة ولائم الكبيرة، ودعي إليها العديد من رجال الدولة وأركان القصر والضيوف الأجانب.

شاهد أيضاً

صباحية العيد .. بالدير (1)

تليقي الامهات والحبابات يقعدون من أذان الفجر، ومجهزة كل وحدة شغلة تاتفضها عالزغار اللي يجون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *