حوّارة الهزّاع (أم دحام)

حوّارة الهزّاع (أم دحام)

 

قصص النجاح كثيرة وقد تتناقل معظم الصحف والمجلات ووسائل الإعلام قصص نجاح نساء برزن في الطب أو العلوم الأخرى، وخلف هذه القصص، وفي زوايا المنازل البعيدة عن عدسات الصحفيين تختبئ حكايا نجاح من نوع آخر، بطلاتها نساء أصبحن مضرب مثل في البذل والعطاء من أجل أولادهن، ومساعدة أزواجهن.

بطلة قصتنا لهذا اليوم المرحومة (حوّارة الهزاع) أم دحام

كانت مثالاً للأم والزوجة الصالحة التي بذلت وعملت من أجل تربية أولادها ومساعدة زوجها، ولم تكن تهدأ أو تتوقف عن العمل صيفاً وشتاءً ولكنها اشتهرت بتنظيف (الروس) لتكون بذلك أشهر من كانت تقوم بهذا العمل، الذي جعلها تشتري بيتاً مؤلفاً من 3 طوابق في حي الشيخ ياسين وبيتاً آخر مقابلاً لبيتها، وتشتري خاناً لزوجها كي يربي فيه الأغنام.

حدّثنا عنها أحد من كان على معرفة بها و بأبنائها، قائلاً: ” يقع منزلها في حي الشيخ ياسين حانب بيت (دويج المبيض)، وهي متزوجة من كمال الخرابة الملقب (أبو جاكوك) ولديها 4 أولاد (دحام – محمد – محمود – أحمد) ولها 4 بنات أيضاً.

وأضاف: “كانت تعمل مع أختين لها على تنظيف الروس والعمل على إعداد المونة لبيوت ومنازل الديريين (دبس فليفلة – كشك – الخ)، وكان القصاب (فتاح الهزاع) يـأتيها بشكل شبه يومي بخمسين أو ستين رأس غنم ويستلمها منها منظفة وجاهزة في ساعات المساء.

وأكد لنا : ” أن (حوارة) كانت تلبس في يديها 34 سنارة و4 أزواج مباريم ديرية، وكل ذلك من عملها في تنظيف الروس، مضيفاً أنها كانت كريمة وذكر مثالاً عن كرمها بأنها كانت تطبخ (قدرية المحشي) وتوزع لجميع الجيران، وأشار إلى أن هذه المهنة التي يمكن أن تكون سبباً في انتشار الروائح الكريهة وانتشار الأوساخ في المنزل لم تؤثر عليها أو على منزلها، فقد كان منزلها مضرب مثل للنظافة والاهتمام وهي مشهورة بالتنظيف حتى أمام منزلها.

كانت (حوارة) مثالاً للمرأة الديرية المكافحة التي لم تخجل من عملها يوماً، وكانت مصدر فخر لنفسها ولعائلتها، وكانت محبوبة من قبل كل الديريين الذين يعرفونها، ونزحت (حوارة) من منزلها إلى مدينة الحسكة وما لبثت أن عادت إلى أمها دير الزور وتوفيت ودفنت فيها، حاملة معها ذكراً طيباً وأثراً في نفس كل من تعامل معها.

 

وحول هذا الموضوع حدثتنا إحدى نساء دير الزور عن تنظيف الروس والكرشة والمصارين

مهمة “نتف الروس” وتنظيفها، ليست مهمة سهلة كما يتصورها البعض، وخاصة في ظل الظروف البدائية لهذه العملية.

تتم عملية “نتف الروس” بعد شرائها من القصاب في المنزل الذي ينقلب رأساً على عقب أثناء تنظيف الروس فيها.

طريقة “نتفق الروس”

1- يغلى ماء في طنجرة (قدرية) كبيرة على طباخ الكاز (القاز) 

2- بعد غليان الماء تقوم المرأة بغط رأس الخروف في الماء المغلي ليسهل عليها نتف الشعر منه 

3- تكرر عملية الغط والنتف إلى أن يزول معظم شعر رأس الخروف 

4- بعد إتمام عملية نتف الرأس تقوم المرأة بتنزيل طنجرة (قدرية) الغلي وتبقي الطباخ شغالاً لتنتقل بعد ذلك للعملية التالية من مرحلة التنظيف وهي عملية (النسنسة) بالنار.

5- يوضع رأس الخروف على النار ولاسيما في المناطق التي لا تصلها السكين أثناء عملية نتف الرأس، كالأنف.

6- ينظف بعد رأس الخروف بالماء ويكون جاهزاً للطبخ بعد أن يقطع إلى قسمين القسم العلوي ويضم الفك العلوي والجمجمة والفناخير، والفك السفلي، ويضم الفك السفلي واللسان.

وتنطبق هذه العملية على تنظيف (قدمي الخروف) الكراعين وتتبع فيها المرأة نفس الخطوات.

 

ولكن المهمة لم تكتمل بعد بتنظيف الروس والكراعين فهناك تنظيف الكرشة والمصارين، التي تقوم على التنظيف بالماء والصابون والمنظفات الأخرى وتختلف طريقة تنظيفها من امرأة لأخرى

أما اليوم ومع التطور الحاصل وتقدم العلم، فتذهب إلى القصاب لتشتري منه (الروس والكرشة والمصارين منظفة وجاهزة) بالمواد المنظفة والمعالجات الكيماوية دون عناء أو عذاب للمرأة.

 

 

شاهد أيضاً

عجائب الديريات في بيت المونة

كانت “المونة” فيما مضى ركن أساسي في البيت الديري حيث يخصص غرفة كاملة للمونة تسمى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *