عشيرة العكيدات (ج2) أسباب التسمية

عشيرة العكيدات (ج2) أسباب التسمية

قبيلة العقيدات ( العگيدات) تلفظ القاف جيماً مصرية، كانت بداية القرن العشرين من نمط العشائر انصاف الرحّل، لكنها اليوم مستقرة وقسم بسيط منها  يتنقل موسمياً،  تمتاز اجسام ابناءها  بالخشونة والقوة، وانتشارهم وفق ما يبدو لي من لهجتهم وطباعهم قديم في حوض الفرات،رغم ما تشير له بعض المصادر من اقتران وجودهم بأواسط القرن السابع عشر، وقد بقيت القبيلة محافظة على أماكن استقرارها دون أن تسمح لأي من العشائر الأخرى وفي أي وقت الاقتراب من ديارها، لذلك خاضت حروب في مواجهة عدة قبائل في الجزيرة، ومنها الحرب التي خاضتها سنة 1750م ضدّ الجبور وانتهت بانتصار العقيدات وابعاد الجبور من الميادين إلى شرق ملتقى الخابور بالفرات،  لايارد يوثق أيضاً الغزوة التي قام بها الجبور بقيادة محمد أمين الملحم انطلاقاً من الشميساني انضم لها شيوخ بعض العشائر كانوا في ضيافة محمد أمين من جيس وشرابيين وبقارة وفق لايارد ولحق بهم ايضاً مغامس ومعه مجموعة من شمر ليغزو معهم العقيدات الذين مثل عدواً مشتركاً لهم وأُخذ العقيدات كما يصف لايارد على حين غرة في تلك الواقعة في منتصف نيسان 1848م.

يذكر وصفي زكريا في عشائر الشام، بأن العقيدات من العشائر التي ترفع نسبها إلى عمرو بن معد يكرب الزبيدي، أي أنهم من زبيد، وزبيد العشيرة هي الوعاء القبلي الأكبر في المنطقة تنتهي إليها عشرات القبائل. و العقيدات عشيرة كبيرة تعد أكبر العشائر الريفية في بلاد الشام عدداً، وأوسعها منازلاً ومحراثاً ومزارعاً، وأبعدها في باب الوثوب والمقارعة أثراً على حد وصف زكريا.

ماكس فون اوبنهايم الذي ذكر في تسجيلاته حولهم سنة 1911-1927م بأنهم أكبر قبيلة في بلاد الرافدين، وهم إلى هذا ميالون جداً إلى الحرب ومحاربون أشداء، وسَّعَوا منطقتهم عبر حروب متواصلة، ودافعوا عن حريتهم ببسالة، ضد الاتراك وضد الانجليز وضد الفرنسيين على حد تعبيره.

أما في سبب تسميتهم فيذكر وصفي زكريا روايتين، الأولى :  أن جدهم الأعلى كان اسمه سالم الصهيبي، نشأ في نجد من مجموعة قرى او قريات منتشرة إلى الجنوب الغربي من حايل، تدعى عقدة فسموا ( العقيدات)، ثم جاؤوا إلى وادي الفرات بقيادة عبد الله الهفل ( ربما هفل العبد الله بن علي بن ظاهر)، جد جدعان الهفل شيخ العقيدات، وهذا سبب اجلالهم قدر الشيخ جدعان الهفل وآله.

قول آخر ينقله زكريا، بأن العقيدات هم أعقاب ثلاثة أخوة ( كامل، كمال ، وزامل) بعض المصادر تضيف زمال، وهم ابناء رجل اسمه غنام بن علي بن سالم بن صهيبي بن مهيب بن عبد الله بن… بن عمرو بن معدي كرب الزبيدي. وأن علي السالم هذا هو الذي جاء بالعقيدات إلى وادي الفرات في القرن الثاني عشر (هجري) وبعض المصادر تعيدهم للقرن التاسع هجري، فمانعتهم العشائر القديمة فيه كالجبور والجحيش والدليم، فقاتلوها وتغلبوا عليها، وابعدوا  الجبور إلى وادي الخابور، والدليم إلى وادي الفرات الأوسط في العراق، وعشيرة الجحيش التي حاولت ان تهينهم فأفنوا معظمها، وأبعدوا فلولها نحو براري الموصل، ثم استصفى اعقاب علي السالم وادي الفرات بين الدير وأبي كمال وتوسعوا فيه، وانضمت إليهم عشائر غريبة عنهم نسباً، واليوم تعتبر منهم بالصميم، مثل البوسرايا، البوخابور، البو حردان، البوبدران، البقعان، البوليل، المجاودة ، المشاهدة وغيرهم، وسموا بعد ذلك بالعقيدات بحكم القسم الذي أقسموه على التعاقد والتناصر.

تيريته الضابط الفرنسي الحاكم في الجزيرة، زعم ايضاً بأن العقيدات تحدروا جميعهم من أسرة واحدة، وجاؤوا في منتصف القرن الثامن عشر، بقيادة عبد الله الهفل من نجد إلى بلاد الرافدين، لكن اوبنهايم يرفض هذا الزعم ويبدو لاوبنهايم بأن هذا الكلام بعيد قليلاً عن الصواب، فالبدو يحددون احداثهم زمنياً بحسب الاجيال أو حسب أزمان عامة جداً، مثل قبل العصر العثماني، او في حكم السلطان مراد، وهنا يتساءل ماكس اوبنهايم كيف استطاع تيريه تحديد التاريخ؟ خاصة وان قبيلة العقيدات غدت خلال عقود قليلة اكثر قبائل الفرات جبروتاً، يذكرهم شبرنغر في جدوله لعام 1818م بنحو 2800 مقاتل. كما يرى اوبنهايم بأن العقيدات من سكان الفرات الأصليين بما تشير إليه اسماء عشائرهم المتطابقة مع اسماء اماكن في دير الزور (البوسرايا “البصيرة”، البوكمال “ابو كمال” ، الدميم ” دميم” ، البو خابور “خابور”)

زكريا أيضاً يوثق جمالهم بنحو 1300 جمل، واغنامهم نحو 71 ألف وفق تيريه، وكان هذا في ثلاثينيات القرن الماضي، ونخوتهم العامة الأبرز.

أما بروكهاردت فأنه يعتقد بأن العقيدات موالي، وهذا ما يفسر إن كان صحيحاً انقسامهم لفرع يسكن الشام (حماة) وفرع يسكن الرافدين، باعتبار ان الموالي بالفعل اقاموا على الفرات وسهب حماة.

 

نقلاً عن صفحة الأستاذ مهند الكاطع على موقع “فيسبوك”

شاهد أيضاً

من هم شيوخ عشائر العكيدات وكم تعداد مقاتليهم وفق ما أحصته بريطانيا؟ ((ج2))

كنا قد وصلنا في مقالاتنا حول عشيرة العكيدات إلى الجدول الثالث في تصنيفات الحكومة البريطانية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *