“درب سعيّد درب أخوه” 

الأمثال الشعبية الديرية كثيرة جداً ولم يقل مثل عن عبث ولكل مثل قصة قد تكون وهمية أو مختلقة ولكنها تحكى لتوضيح المراد من المثل

“درب سعيّد درب أخوه” 

وأساس هذا المثل، حكاية تقول: إن أربعين عبداً أسود من أمٍ واحدة وأب واحدٍ، ذهبوا ذات يومٍ إلى البادية، وكان الفصل شتاءً، وعندما ارتفعت الشمس في كبد السماء، واشتدت حرارتها، بدأت الأرض الممطورة في اليوم السابق، بالتبخر بفعل حرارة الشمس، وخلال سيرهم في البادية، شاهدوا موضعاً من الأرض يخرج منه بخارٌ كثيفٌ، اتجهوا إليه، وعندما وصلوا ذلك الموقع، اعتقدوا أن في هذا الموضع قِدْراً يغلي بالطعام، لذا فإن البخار يتصاعد منه بكثافةٍ، ولكنه كان في الحقيقة، بئراً عميقاً.

ثم اتفقوا بعد نقاش طويل، على أن ينزل أحدهم إلى القدر ليستكشف نوع الطعام، فنزل أولهم ولم يعد، فقال بعضهم للبعض الآخر: لابدَّ أنه وجد طعاماً لذيذاً شهياً وبقي هناك، فنزل الثاني والثالث والرابع وهكذا، حتى لم يبقَ من الأربعين إلا واحداً، هو أصغرهم وكان اسمه “سعيِّد”.

وقف “سعيِّد” محتاراً، ماذا يفعل؟ هل يلحق بإخوته، وقد دخل الشك إلى قلبه؟ أم يعود من حيث أتى؟ وماذا يقول لأهله إذا عاد؟ كما أن الخوف قد دخل إلى قلبه، فالبادية واسعة شاسعة، والطريق طويل موحش مقفر، والليل قد أرخى سدوله، وطافت في نفسه الخيالات والأوهام، وأخيراً تخلص منها بقوله: «درب “سعيِّد” درب أخوه»، ثم ألقى بنفسه في البئر ولم يعد.

ويضرب هذا المثل، ليبيِّنَ أن طريق الفشل واضح بيِّن، وأن الفاشل لابدَّ أن يسلك هذا الطريق

شاهد أيضاً

قصة مثل.. الكلاب تنبح والقافلة تسير

الكلاب تنبح والقافلة تسير   يعد هذا المثل أحد الأمثال المستخدمة في أدبيات الحوار حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *