حي الشيخ ياسين

حي الشيخ ياسين

يقع في قلب مدينة دير الزور، ويفصله عن حي الحميدة شارع التكايا بينما يشكل الشارع العام الحد الفاصل بينه وبين حي العرضي، ويشكل شارع حسن الطه حداً بينه وبين منطقة السوق “أبو عابد”، لينتهي عند الشارع الواصل بين منطقة “شواخ” ومقهي الجندول، ويعتبر حي الشيخ ياسين أحد أقدم احياء المدينة وفيه الكثير من المنازل القديمة التي تعتبر أثرية و”الأحواش” أيضاً بقيت إلى ماقبل عام 2012 ولكن معظمها تضرّر أو تدمّر بفعل القصف على المدينة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2012 و2017، ولعل “حوش بيت رباح” من أشهرها.

تميز الحي بوجود التكايا الثلاث فيه، تكية الشيخ ويس وتكية الشيخ عبد الله وتكية الراوي التي تعرضت للتدمير بشكل كامل خلال السنوات الماضية، كما تميّز واشتهر هذا الحي بوجود ساحة العيد فيه، وموقعها أمام تكية الراوي، إذا كان أطفال مدينة دير الزور يأتون في العيد من كافة أحياء المدينة ليلعبوا بالمراجيح في الساحة، ويقوم أصحاب أراجيح العيد بنصبها قبل يوم أو يومين معلنين بذلك قدوم فرح وضحكات لا تنتهي من أطفال دير الزور.

يشتهر الحي أيضاً بانتشار المقاهي على امتداد الشارع العام الفاصل بين حي الشيخ ياسين وحي العرضي، ومنها مقهى الناصر التي تعود ملكيتها لآل حواش، بالإضافة إلى مقهي عدنان الرباح ومقهى جمعة الكهوجي كما توجد بعض المقاهي القديمة الصغيرة “كرمز” مقابل السوق المقبي، وهناك مطاعم كثيرة في الحي بحكم وقوعه على الشارعين الرئيسيين في المدينة وهما شارع التكايا والشارع العام كمطعمي أوغاريت والنجمة، بينما يعتبر فرن المفرج من أشهر الأفران الخاصة بمدينة دير الزور ويقع في قلب حي الشيخ ياسين، كما توجد في الحي ثاني أشهر المطاحن الخاصة في المدينة، وهي طاحونة نجم الهفوف، واكتسبت أهميتها من بيع قوالب الثلج في فصل الصيف.

الكثافة السكانية في هذا الحي كانت كبيرة قبل وخلال عامي 2012 و2017 ومن العوائل المعروفة التي سكنت الحي.. رباح، كردوش، هزاع، المفرج، حسو، عبد الرجب، صبري الحامد، قنبر، الكبة، بيت صطوف الجلبة، عبد الجبار العليش، خزام، أبو العيش، نوارة، علوش، علوني، سلمة، تبان، الهدبان، الغدير، حميدي، الجبين، الأسمر، علوان، حيجي، قنير، النقشبندي، ماوي، عكل، بقجةجي، همال، بجعة، فرحان الفياض، راجي، العاني، بدران، خرابة، نهرب، فتيح، شاهين الصكر، الشبلي، بربوري، حاجو، رزج، المصور، كما كان يسكن في الحي المطرب المرحوم محمد الهزاع أشهر المطربين الفراتيين قاطبة، بالإضافة إلى عوائل كثيرة لانستطيع إحصاءها لكثرة السكان فيها.

أحد الأهالي لفت نظرنا خلال تعداد سكان الحي إلى “مصطفى كسحة” وقال “علي الحسين” متحدثاً عنه (بلهجته الديرية العامية) مصطفى كسحة أبو زهير الله يرحمه، صاحب محلات التشكيلة ٢٨ حبة بليرة أيام لما كانت الورقة تعمل اربع لفات فلافل، محله بحي الشيخ ياسين بالشارع اللي بظهر مشفى الحافظ على ما اظن، أبو زهير أصله من حلب، له ولد واحد اسمه زهير أصيب بالشلل الكامل بسبب سقوطه من درج سينما الفردوس اللي صار اسمها بعدين الزهراء على ما اظن توفى بعد سنوات، وله ثلاث بنات، وأضاف الحسين “اشتغلت عنده عام ١٩٦٥ يومية نص ليرة وعام ١٩٧٠ صارت ورقة كاملة، كنا نروح السينما بربع يدخلنا مجود ولفة فلافل بربع وبفرنكين بزر من وليد التركي، كان ابو زهير رجل طيب ومحبوب من اهل الدير كلهم، الله يرحمك يا ابو زهير ويجعل مثواك الجنة”

بينما قال قصي علوش (بذات اللهجة): اسمه مصطفى والكنية كسحة ويكنى ابو زهير محله معروف والبيت ضمن المحل بيت قديم اثري يحوي في الداخل حوش كبير في وسطه بقچه واقواس نفس نموذج البيوت الديرية القديمة وكان المدخل من جهة الدربة وبجانبه ابو ياسين السقا ابو الفرافيش ابنه خالد الدرويش، وكان ابو زهير كسحة يبيع البسطة والتشكيلة لاغلب الدير والريف وكان رجل مربوع يلبس نظارات مربوطة بخيط تا ما تسقط، وكان انسان بسيط ومزوح وهو يصير جد الشهيد منذر قره صلي ابو أمه وكان يعمل الصبانية والمنفوخة والجوزهند الملزوق عل قطع الورق بالبيت عنده وظل فترة يشتغل عنده بالمحل ابو رياض الامين طبعا المحل والمنطقة كلها واحنا دكانا ودكاكين ولد هلاط الخصروچية والقصاب ابو هاني صييرة بظهر محله والمؤسسة كلها صارت مع الگاع”، وهناك ألفاظ مما ذكره علي الحسين وقصي علوش تصعب على من لم يسمع اللهجة الديرية معرفتها.

شاهد أيضاً

“قهاوي” الدير.. لكل قهوة روّادها واختصاصها

تنتشر في “دير الزور” عدد من المقاهي الشعبية أخذت أسماء كثيرة مثل “الجرداق” و”غبيني” و”الحمام” …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *